الرأي نيوز
أعلن مسؤول في الشرطة الباكستانية، الخميس، أنّ منفّذ التفجير الانتحاري في مسجد في مجمّع للشرطة في بيشاور كان يرتدي زي الشرطة وخوذة سمحا له بالمرور عبر عمليات التفتيش قبل ارتكاب الاعتداء الذي قضى فيه 84 شخصًا، وفق حصيلة جديدة مخفّضة
وقال رئيس شرطة ولاية خيبر بختونخوا معظّم جاه أنصاري في مؤتمر صحافي، إن الحراس المناوبين "لم يدققوا في هويته لأنه كان يرتدي زي الشرطة (...) كان ذلك تقصيرا (في مجال) الأمن"
وكان المئات من عناصر الشرطة يصلون بعد ظهر الاثنين في مسجد في مجمّع خاص بهم عندما وقع الانفجار وأدى إلى انهيار جدار وسحق عناصر.
وأسفر الاعتداء عن مقتل 84 شخصًا، وفق حصيلة جديدة مخفّضة بعدما حُكي عن مقتل 101 شخص في الأيام الماضية بسبب تسجيل بعض الوفيات "مرتين"، حسبما قال قائد شرطة بيشاور محمد عجاز خان
وأشار إلى أن 83 من الضحايا كانوا شرطيين، فيما قُتلت أيضًا امرأة مدنية كانت تسكن وتعمل في المجمّع
وهذا الهجوم هو الأعنف في باكستان منذ سنوات عدة، والأخطر منذ تصاعد العنف في المنطقة بعد استيلاء حركة طالبان على السلطة في 15 آب/أغسطس 2021
"شبكة كاملة تقف وراءه"
وأكد معظّم جاه أنصاري أنّ لدى الشرطة "فكرة دقيقة جداً" عن هوية منفّذ التفجير، بعدما قارنت بين رأسه الذي عُثر عليه في مكان الانفجار، وصور كاميرات المراقبة
وأضاف أن "شبكة كاملة تقف وراءه"، موضحًا أنّ هجوم الاثنين لم يخطط له شخص واحد
وتُحقِّق السلطات في كيفية حصول خرق أمني في منطقة تعد من بين الأكثر خضوعا للمراقبة في المدينة إذ تضم مكتبي الاستخبارات ومكافحة الإرهاب وتقع بجانب الأمانة العامة الإقليمية
وتحقق السلطات أيضًا في احتمال أن يكون أشخاص داخل المجمّع قد ساعدوا في تنسيق الهجوم، حسبما قال الأربعاء مسؤول كبير في شرطة المدينة طلب عدم الكشف عن هويته
وقال هذا الأخير "اعتقلنا أشخاصا من صفوف الشرطة (في المقر) لتحديد كيف وصلت المتفجرات إلى الداخل ولمعرفة إن كان أي مسؤولين في الشرطة متورّطين أيضا في الاعتداء"
ولفت إلى أن 23 شخصًا على الأقلّ اعتُقلوا، مشيرًا إلى أن من بينهم أشخاصًا من المدينة ومن المناطق القريبة المحاذية لأفغانستان
وأغرق التفجير المدينة في حالة من التوتر لم تعرفها منذ أن كانت مسرحًا، قبل عقد، لتشدد مقاتلي طالبان في باكستان الذين طُردوا في ما بعد إلى الحدود الجبلية وإلى أفغانستان
وفقًا للخبراء، ازداد مقاتلو حركة طالبان باكستان جرأة منذ انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) والولايات المتحدة من أفغانستان واستيلاء طالبان على كابل
مذاك الحين، أصبحت قوات الأمن هدف عدد متزايد من الهجمات التي تكثر على نقاط التفتيش
وتنفذ هذه الهجمات بشكل أساسي حركة طالبان باكستان التي استعادت حرية الحركة مع خروج القوات الأميركية من أفغانستان، أو تنظيم "داعش" الإرهابي، لكن مثل هذه الهجمات الواسعة النطاق ما زالت محدودة
أ ف ب